فرحة عارمة تعم المكان
صوت الزغاريد واليباب ملأ المكان كله حين دخلنا معمل حرفة في محافظة سقطرى.
بدا الأمر بالنسبة لي مفاجئًا للوهلة الأولى بيد أن مشاعر البهجة استوطنت أعمق نقطة في قلبي حين رأيت أعينهن تفيض بالشعور، بدأت إحداهن تتغنى بقصيدة بصوت جهوري وبالرغم من كوني لم أفهم معاني الأبيات لكونها باللغة السوقطرية إلا أن مشاعرها بدت أبلغ من كل الجمل والمعاني، حينها استدركت كل مشاعر التعب التي عشتها قبل الوصول لهذا المكان، لكن كل شيء تلاشى حين جاءت سيدة من بعيد تدعى عائشة لتحضنني بدون مقدمات وقد تهلل وجهها من فرط الحبور، بدا حضنها مختلف جائني على حين غرة وغمرني بمشاعر امتنان تجلت على شكل حضن، وتلى هذا الحضن أحضان كثيرة من مستفيدات أخريات لم يتركن للغة أن تكون عائقًا عن التعبير فبادرن بطريقتهن الخاصة، ذكرت لي إحداهن بأن هذا المشروع غير حياتها وحياة الكثيرات مثلها بشكل محوري! .. وعرفت الآن فقط كيف أن كل لحظات الجهد التي اعترتني مسبقًا كانت تستحق كل هذا وأكثر وأن مشاعرهم التي تجلت الآن هي حافزي المتين للاستمرار والمساهمة في مجال التنمية والإعمار.
د.هلا الصالح
ممثل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في رحلة سقطرى